ماذا بعد ليلة العرس؟ -->
U3F1ZWV6ZTExMzI3MjI4MTc5X0FjdGl2YXRpb24xMjgzMjE4Njk3NzI=
recent
أخبار ساخنة

ماذا بعد ليلة العرس؟



الزواج ليس فقط فستان أبيض و خاتم في البصر، حفل و رقص، ماكياج و غناء، لا كل هذا مجرد بداية جميلة لعمر طويل و حياة جديدة الى جانب رجل انت اخترته لتكملي مسار حياتك معه، و هو كذلك اختارك من بين الآلاف رفيقة لدربه الطويل و أما لأولادكما. الليلة الآولى عبارة عن صفحة جديدة من حياتكما، حياة فيها الجميل و القبيح، فيها الفرح و الألم، فيها الراحة و الشقاء، في الأخير هذه حياة الأرض و ليست جنة السماء.
هذه الصفحة الجديدة لن تبقى بيضاء مدى العمر كله، ففي كل بيت زوجية قد تحدث تقلبات و موجات حسب الأحوال و الظروف، هذه قوانين الحياة و بها تختبر علاقة الزوجين و مدى صلابتها.

اذن هذا المقال خصصناه للحديث عن هذه التقلبات، أسبابها، نتائجها و كيفية التغلب عليها.
  •  الأسباب:
بالطبع ، كل قصة زواج فريدة من نوعها . و كل زوجين لديهما مشاكلهما الخاصة والعقبات التي يتعين التغلب عليها،لكن بتحليل حالات الطلاق و اسبابها نجد ان نفس المشاكل تقريبا تعود في كل مرة. و نذكر منها:


✓الغيرة المفرطة: 
الغيرة تعد من اساسيات الحب، لكن في بعض الأحيان تصل لدرجة الهوس و تصبح مرضية فتولد الكثير من المعاناة والتوتر داخل  بيت الزوجية. و هذا يتجلى في هاجس امتلاك والسيطرة على الآخر بشكل حصري. ينتج عنه شكوك تجعل الشريك الآخر يختنق ويواجه صعوبة في العيش بحرية و من هنا تبدأ شمعة الحب بالإنطفاء لأن الشريك قبل كل شيئ انسان له شخصيته و حياته و أحاسيسه فلا يحق لأي انسان آخر امتلاكه بحجة الحب.

✓الأعمال المنزلية:
عندما يحاول أحدهما الهروب من الأعمال المنزلية ، فإنه يحبط الآخر و يفسره على أنه عدم احترام أو استغلال. و عندما يستمر هذا الموقف ، فإنه يمكن أن يولد الاستياء و تحدث المشاكل، ففي مجتمعاتنا العربية تعتبر المرأة الملزمة الوحيدة بأعمال البيت، اما الرجل فإن ساعد زوجته يعتبره الأهل و المجتمع ناقص رجولة، لذا يمتنع عن ذلك ارضاءا لمن حوله.

✓نقص او عدم التواصل:
 يتجلى التواصل بين الزوجين من خلال تبادل المعلومات والعواطف ، لكن حين يكون هناك نقص في التواصل تتراكم الإصابات والإحباطات من لحظة إلى أخرى، حينها يتولد شعور بالريبة وعدم الثقة ثم الاتهامات المتبادلة. في مرحلة ما ، يفسح الحوار المجال للقتال وفي النهاية تنهار العلاقة.

✓غياب الاهتمام و الاحترام: 
المعروف ان اثنان يحبان بعضهما يتزوجان! لكن العشق و الهيام ليسا كل شيء في الحياة فلا حب دون احترام الشريك: الكلام الجارح و التقليل من قدره لا يولد الا الانشقاق في العلاقة.
ان تحب، عليك ان تحترم رفيق دربك و تهتم به و بكل تفاصيله. ما نفع حب يسكن القلب و افعال تقول العكس؟.. كل امرأة و كل رجل يحتاج ان يهتم به شريكه، يسأل عنه، يخفف عليه حين يحزن، يكون الى جانبه حين يحتاجه.

✓غياب روح المسؤولية: 
تتزوج المرأة ليكون زوجها سندا لها في الحياة تعتمد عليه حين تشتد بها، و كذلك يتزوج الرجل ليكون له عشا زوجيا و تكون له زوجة يسند عليها ظهره ، فكما يقال المرأة جيش الرجل! لكن في بعض الأحيان قد يكون احدها ليس قدا للمسؤولية فيتبخر حلم الشريك و تحدث الاصطدامات، فمثلا الرجل قد يرفض ان يصرف على عائلته و أولاده و كذلك المرأة قد تخل ببعض واجباتها اتجاه عائلتها كالاهتمام بأطفالها او اعانة زوجها على هموم الحياة.

✓الخيانة و العلاقة الحميمية:
،الحياة الحميمية هي فرصة للزوجين لتعميق علاقتهما. حسب المختصين ، الخيانة الزوجية هي نتيجة لصراع داخلي ، مرادف لقلة الحب و غياب الشريك عاطفيا ، فحين يحس طرف منهما بالوحدة و اللاحب قد يبتعد اكثر و تحدث المشاكل.

✓وجود الأطفال: 
الأطفال نعمة من الله و ثمرة حب بين الزوجين لكن في بعض الأحيان حين ينشغل الأب و الأم برعاية الأطفال فقط ينسيان نفسيهما و يبتعدان عن بعضهما، خاصة حين يكبر الأطفال تقل مساحة حرية الوالدين في المنزل. و كذلك قد يختلف الزوجين في طريقة تربية اطفالهما فمثلا يمكن ان يكون احدهما متسامحا معهم و الآخرلا فتحدث مشاكل هما في غنى عنها.

✓ضغوط العمل و الروتين: بعد سنوات من الزواج تستقر العلاقة و تصبح اشبه بروتين يومي، فكل واحد منهما يعيش على عاداته اليومية، عمل،اطفال، اعمال منزلية...الخ ،و هنا يحدث تصدع في العلاقة قد تصل للانهيار و المشاكل.

  • الأن قد استعرضنا المشاكل... فكيف نحلها؟ فلا توجد مشكلة دون حل!
الحل سهل! كل ما ذكر في الجزء الخاص بالمشاكل يجب القيام بضده! لكن هذا يكون بمجهود من الطرفين لأن المرأة غير ملزمة بالقيام بمجهودات في سبيل العلاقة ان كان الرجل جدارا اسمنتيا! و لا يمكن للرجل ان يقوم بتضحيات ان كانت المرأة صماء!.

أولاً ، يجب أن ندرك أن الرجل ليس منفتحًا بشكل طبيعي للحديث عن مشاعره و هذا ما يجب ان تعلم به المرأة و تحاول ان تجذبه اليها بالحديث.
من ناحية أخرى ، من المهم بالنسبة لحياة الزوجين التبادل والمشاركة ، لأنه هو ما يصلب علاقتهما. لذلك قضاء بعض الوقت كل يوم ، ومناقشة كل شيء ولا شيء ، ومناقشة ما حدث لهما اثناء العمل او اثناء غياب الاخر ، وتبادل حبهما لبعضهما البعض يجعل من عشهما الزوجي عشا حقيقيا و قفصا ذهبيا كما يدعى!.
الرجل و المرأة قبل الزواج حتى و ان كانا يعرفان بعضهما جيدا، لن يكون بالقدر الكافي،يجب ان يعيشا تحت سقف واحد حتى يكتشف كل منهما الآخر لكن يجب ان يعرف كل منهما ان لا احد مثالي لأن كل انسان له ايجابياته و سلبياته، لذا على كل واحد منهما ان يتغاضى عن بعض السلبيات و التأكيد على الايجابيات ( لكن دون مبالغة، يجب ان يعرف الانسان عن اي سلبيات يتغاضى!).
حتى و ان كان هناك اطفال من حق الزوجين ان يستغلا بعض الفرص و يخصصا قليلا من الوقت لهما فقط ليكونا وحدهما بعيدا عن الضغط لتجديد العلاقة، مثلا عشاء في مطعم كالأيام الخوالي، او عطلة في نهاية الاسبوع بعيدا عن قلق الاطفال.
أخيرا يجب ان يدرك المتزوجين ان الزواج ليس قصص المسلسلات او اساطير الأميرات في القصور، قد توجد هناك مشاكل ففي كل بيت توجد اختلافات كما دكرنا سابقا لكن الحل بين ايديهما، حيث انه هما من يقرران ان كان هذا المشكل كبيرا او صغيرا، مهما كانت درجة المشكل عليهما اولا التواصل و النقاش، لأن الانفصال من اول منعرج ليس حلا ابدا!.
الاسمبريد إلكترونيرسالة